د. خالد محمد المدني في تربويات 3

د. خالد محمد المدني في تربويات 3

أكبر معمّر أو مدمّر للذّات اللّغة التي يستخدمها الوالدان مع أطفالهما فإن كانت اللغة إيجابية تأسس ذاتاً عالية معمّرة، وإن كانت سلبية تكونت ذاتاً منخفضة مدمَرة في نظرتها لنفسها، ومن خلال تجربتي الشخصية في مراكز الإستشارات الفردية، والأسرية التي مارست فيها الاستشارات على مدى خمسة عشر عاماً لمست خللاً في اللغة التي يستخدمها كثير من الآباء، والأمهات مع أطفالهم، لغة تهدم الذات، ولا تعدل السلوك المنحرف، وقاعدتنا في هذا واضحة جلية الثناء للذات، والنقد للسلوك اثني على الفاعل، وانتقد الفعل على نحو: ” نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل”  قالها النبي عليه الصلاة والسلام بحق عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وعن بقية صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم، فنبي الرحمة أثنى على الذات، وانتقد الفعل، فكانت النتيجة كما يرويها بن عمر على لسانه: “فما تركت قيام الليل بعد أن سمعت ذلك من رسول الله “

اللغة ..اللغة انتبهوا لها أيها الآباء والأمهات، نورمان كوسنس أشهر الجراحين التجميليين على مستوى العالم كان يقول: “اللغة لها فعل السحر قد تُمرض وقد تقتل ولذلك فالأطباء الحاذقين يكونون غاية في الحذر في استعمال قاموس اللغة مع مرضاهم .. الآباء والأمهات أخطر من الأطباء والطبيبات فكلمة واحدة سلبية قد يبقى أثرها طول العمر وقد تكون سبباً في تعاسة إنسان وكلمة قد تكون سبباً في فلاح ونجاح ابنك مدى الحياة فابحث عن الكلام الذي ينفع ويرفع وابتعد عن الكلام الذي يجرح ويخفض.

د.خالد بن محمد المدني

متخصص في تنمية وتطوير الذات

@dr_kmadani

د.خالد المدني تربويات 3